إغْتصاب الأحرُف العَذراء

مِنْ هُنـا انتشلني الخُـوف
إلى قاع محيط الذكريات

قاعٌ لم أتخيل
أن يحتويني ذات يوم

فعندما كُنت صغيراً

كنتُ اطمح

أن أكون "ضّوء الشَمس"
الذي يراه الجميع

ويستمدْ منه الكثير
ويستفيدُ منه الجميع


ولكن
إضمحل طموحي

بعد تلك السنين العُجاف
التي خذلتني وخذلتْ طُموحي

كُنت اتأمل الفج ـر بأنفاسه فأعتقدتُ
أنني أستمد منها قواي

وما إن كَبرت وتيقنت
أن تلك السنوات أفلت
ولم أكن أحبُ الآفلين

أختفى ذلك الضّوء
الذي طالما عاش بداخلي
سنوات وسنوات

كُنت أراقب من هو أكبر مني سناً ..
وأقول لنفسي متى أكـبر

حتى يُعاملونني معاملة الكِبار ..
ومتى تنتهي سنين الأوامر والنواهي

وما إن إنتهى كل شئ ..
حتى إجترفتني أمواجٌ هائجة

خارت قواي وتبدد حُلمُ الصمود
بين أنياب ذلك الطوفان
الذي إختارني قرباناً له

فقط

لإرضاء من هي وراء الآمـي وأحزاني

عِندها رأيتُ يدي تُمسكـُ قلماً
وهي تَغْتـصب الأحرفْ العذراء بالإكراهـ
لتجبرها على نثر ماتبقى من ذلك
الضوء الذي كاد أن ينطفئ
من حلم الطفولة

فيا من إستوعب معنى كلماتي لا تسألني
لماذا ؟!!

فلغيابٌ ينتشل الأشلاء من مستنقع
الطوفان وبعد هدوء الأمواج
تُسحبُ جثث آهـات الليـالي

إلى شاطئ الحظ العاثر

حيثُ تُحفرُ قبور
أحلام الطفولة التي قُتلت قبل أن تتحقق .. !!

فواسفـــاهـ

إنطفئ النور

وها أنا
أعـيشْ في ظـلامٍ حالك

قُتـلتْ قبل أن تتم

فلم تتم ... !!