بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : ( ومايلفظُ من قولٍ إلا لديهِ رقيبٌ عتيد ) .</SPAN>
ليس هناك من شيءٍ في هذا الكون وعلى هذه الأرض أخطر من الكلمة.
فكم من كلمةٍ انطفأت بها نيرانٌ كانت مشتعلةً وحروبٌ كانت متقدةً وكم من كلمةٍ أشعلت حروباً بين الأمم الهانئة فدمرتها.
وكم من كلمةٍ غرست المودة والرحمة والحب والألفة في قلوب الناس
قال تعالى : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينهُ عداوةٌ كأنه وليٌ حميم ومايلقاها إلا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذو حظٍ عظيم ) .
</SPAN>قال تعالى: (( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ))
وكم من كلمةٍ زرعت البغضاء والحقد والكراهية في القلوب وأشعلت الفتنة وعمت بسببها النقم.
وهجر الأخ لأخيه يكون بسبب كلمةٍ , وقد يكون طلاق الرجل لزوجته بسبب كلمةٍ.
قال رسول الله صبى الله عليه وسلم : ( من يضمن لي مابين لحييه وفخذيه أضمن له الجنة ) .
</SPAN>بالكلمة يدخل الإنسان الجنة أو يكب على وجهه في النار.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يامعاذ أمسك عليكً هذا … وأشار إلى لسانه )</SPAN>
فقال معاذ : أومؤاخذون نحن بما نقول يارسول الله ؟
قال : ( ثكلتك أمك يامعاذ , وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟ ).
</SPAN>
والكلمة ماردٌ عملاقٌ مسلسلٌ داخل فم الإنسان
فإذا خرجت من اللسان فك قيد المارد وانطلق يعربد أو يصلح
وبالكلمة ننقل المعرفة ونحافظ على الثقافة والتراث ونربي الأبناء
وننصح الإخوان ونرشد الضال وننبه الغفلان ونوقظ النعسان في دنيا الغي والضلال
وبالكلمة أيضاً نقول التفاهات ونردد السقطات والهنات ونكرر البذاءات.
وبالكلمة قد نحوز على رضا الرب وقد نبوء بسخطه.
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في نار جهنم )) ، وفي صحيح مسلم (( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب)) .