(فوائد من بعض آيات سورة البقرة))
1-قال تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)
الفوائد من هذه الآية:
1-أن الله تعرف لملائكته بعلمه وحكمته .
2-أن الله عرفهم فضل آدم بالعلم ، وأنه أفضل صفة تكون بالعبد .
3-أن الله أمرهم بالسجود لآدم إكراماً له لما بان فضل علمه .
4-أن الامتحان للغير ، إذا عجزوا عما امتحنوا به ، ثم عرفه صاحب الفضيلة ، فهو أكمل مما عرفه ابتداء .
5-الاعتبار بحال أبوي الإنس والجن ، وبيان فضل آدم ، وأفضال الله عليه ، وعداوة إبليس له .
2-قال تعالى: (ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )
الفوائد من هذه الآية:
1-أنهم كانوا يمتدحون ويزكون أنفسهم ، ويزعمون فضلهم على محمد ومن آمن به ، فبين الله من أحوال سلفهم التي قد تقررت عندهم ، ما يبين به لكل أحد منهم أنهم ليسوا من أهل الصبر ومكارم الأخلاق ومعالي الأعمال .
2-أن نعمة الله على المتقدمين منهم نعمة واصلة إلى المتأخرين ،والنعمة على الآباء نعمة على الأبناء ، فخوطبوا بها ، لأنها نعم تشملهم وتعمهم . د
3-أن الخطاب لهم بأفعال غيرهم ، مما يدل على أن الآمة المجتمعة على دين تتكافل وتتساعد على مصالحها ، حتى كان متقدمهم ومتأخرهم في وقت واحد .
4-أن أفعالهم أكثرها لم ينكروها ، والراضي بالمعصية شريك للعاصي .
3-قال تعالى: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)
الفوائد من هذه الآية:
1-أن الله يقتضي شدة اهتمام إبراهيم وإسماعيل بتطهيره ، لكونه بيت الله ، فيبذلان جهدهما ، ويستفرغان وسعهما في ذلك .
2-أن الإضافة تقتضي التشريف والإكرام ، ففي ضمنها أمر عباده بتعظيمه وتكريمه .
3-أن هذه الإضافة هي السبب الجاذب للقلوب إليه .
4-قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلك لعلكم تتقون )
الفوائد من هذه الآية:
1-أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها ، التي تميل إليها نفسه ، متقرباً بذلك إلى الله ، راجياً بتركها ثوابه ، فهذا من التقوى .
2-أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى ، فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه ، لعلمه باطلاع الله عليه .
3-أن الصيام يضيق مجاري الشيطان ، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم ، فبالصيام يضعف نفوذه ، وتقل منه المعاصي .
4-أن الصائم في الغالب تكثر طاعته ، والطاعات من خصال التقوى .
5-أن الغني إذا ذاق ألم الجوع أوجب له ذلك مواساة الفقراء المعدمين ، وهذا من خصال التقوى .
5-قال تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)
الفوائد من هذه الآية:
1-فيه دليل على استحباب السحور للأمر ، وأنه يستحب تأخيره أخذاً من معنى رخصة الله وتسهيله على العباد .
2-فيه دليل على أنه يجوز أن يدركه الفجر وهو جنب من الجماع قبل أن يغتسل ، ويصح صيامه ، لأن لازم إباحة الجماع إلى طلوع الفجر ، أن يدركه الفجر وهو جنب ، ولازم الحق حق.
6-قال تعالى: (وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ....الخ)
الفوائد من هذه الآية:
1-وجوب الحج والعمرة ، وفرضيتهما .
2-وجوب إتمامهما بأركانهما وواجباتهما التي قد دل عليها فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: (خذوا عني مناسككم)
3-أن فيه حجة لمن قال بوجوب العمرة .
4-أن الحج والعمرة يجب إتمامهما بالشروع فيهما ، ولو كانا نفلاً .
5-الأمر بإتقانهما وإحسانهما ، وهذا قدر زائد على فعل ما يلزم لهما .
6-وفيه الأمر بإخلاصهما لله تعالى .
7-أنه لا يخرج المحرم بهما بشيء من الأشياء حتى يكملهما ، إلا بما استثناه الله وهو الحصر
7-قال تعالى: (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين)
الفوائد من الآية:
1-أن اجتماع أهل الكلمة والحل والعقد وبحثهم في الطريق الذي تستقيم به أمورهم وفهمهم ، ثم العمل به ، أكبر سبب في لارتقائهم وحصول مقصودهم ، كما وقع لهؤلاء الملاحين راجعوا نبيهم في تعيين ملك تجتمع به كلمتهم ويلم متفرقهم ، وتحصل له الطاعة منهم .
2-أن الحق كلما عورض وأوردت عليه الشبه ازداد وضوحاً وتميز وحصل به اليقين التام كما جرى لهؤلاء ، لما اعترضوا على استحقاق طالوت للملك أجيبوا بأجوبة حصل بها الإقناع وزوال الشبه والريب .
3-أن العلم والرأي: مع القوة المنفذة بهما كمال الولايات ، وبفقدهما أو فقد أحدهما نقصانها وضررها .
4-أن الاتكال على النفس سبب الفشل والخذلان ، والاستعانة بالله والصبر ، والالتجاء إليه سبب النصر .
8-قال تعالى: (ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين * فهزموهم بإذن الله )
الفوائد من الآية:
1-أن من حكمة الله تعالى تمييز الخبيث من الطيب ، والصادق من الكاذب ، والصابر من الجبان ، وأنه لم يكن ليذر العباد على ماهم عليه من الاختلاط وعدم التمييز .
2-أن من رحمته وسننه الجارية أن يدفع ضرر الكافر والمنافقين بالمؤمنين المقاتلين، وأنه لولا ذلك لفسدت الأرض باستيلاء الكفر وشعائره عليها .
9-قال تعالى: (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه قال كم لبثت .......الخ)
الفوائد من الآية:
1-في قوله (أنى يحيي الله بعد موتها)لو كان نبياً أو عبداً صالحاً لم يقل ذلك .
2-أن الله أراه آية في طعامه وشرابه وحماره ونفسه ليراه بعينه فيقر بما أنكره .
3- في قوله (فلما تبين له) تبين له أمر كان يجهله ويخفى عليه .
10-قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ......الخ)
الفوائد من الآية:
1-الحث على الإنفاق ، وبيان الأسباب الموجبة لذلك .
2-وجوب الزكاة من النقدين وعروض التجارة كلها ، لأنها داخلة في قوله: (من طيبات ما كسبتم) .
3-وجوب الزكاة من الخارج من الأرض من الحبوب والثمار والمعادن .
4-أن الزكاة على من له الزرع والثمر لا على صاحب الأرض ، لقوله: (أخرجنا لكم)فمن أخرجت له وجبت عليه .
5-أن الأموال المعدة للاقتناء من العقارات والأواني ونحوها ليس فيها زكاة ، وكذلك الديون والغصوب ونحوها إذا كانت مجهولة ، أو عند من لا يقدر ربها على استخراجها منه، ليس فيها زكاة ، لأن الله أوجب النفقة من الأموال التي يحصل فيها النماء الخارج من الأرض ، وأموال التجارة مواساة من نمائها ، وأما الأموال التي غير معدة لذلك ولا مقدوراً عليها فليس فيها هذا المعنى .
6-أن الرديء ينهى عن إخراجه ولا يجزئ فيها الزكاة .
11-قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله ........الخ)
الفوائد من الآية:
1-أنه يجوز جميع أنواع المداينات من سلم وغيره ، لأن الله أخبر عن المداينة التي عليها المؤمنون إخبار مقرر لها ذاكراً أحكامها ، وذلك يدل على الجواز .
2-أنه لا بد للسلم من أجل وأنه لا بد أن يكون معيناً معلوماً فلا يصح حالاً ولا إلى أجل مجهول .
3-الأمر بكتابة جميع عقود المداينات إما وجوباً وإما استحباباً لشدة الحاجة إلى كتابتها ، لأنها بدون الكتابة يدخلها من الغلط والنسيان والنازعة والمشاجرة شر عظيم .
4-أمر الكاتب أن يكتب ، وأن يكون عدلاً في نفسه لأجل اعتبار كتابته ، لأن الفاسق لا يعتبر قوله ولا كتابته .
5-أنه يجب عليه العدل بينهما ، فلا يميل لأحدهما لقرابة أو صداقة أو غير ذلك .
6-أن يكون الكاتب عارفاً بكتابة الوثائق وما يلزم فيها كل واحد منها ، وما يحصل به التوثق ، وهذا مأخوذ من قوله: (وليكتب بينكم كاتب بالعدل) .
7-أنه إذا وجدة وثيقة بخط المعروف بالعدالة المذكورة يعمل بها ، ولو كانوا هو والشهود قد ماتوا .
8-أمر الكاتب أن لا يكتب إلا ما أملاه من عليه الحق .
9-أن الذي يملي من المتعاقدين من عليه الدين .
10-أمره أن يبين جميع الحق الذي عليه ولا يبخس منه شيئاً .
11-أنه يحرم على من عليه حق من الحقوق أن يبخس وينقص شيء من مقداره ، أو طيبه وحسنه ، أو أجله أو غير ذلك من توابعه ولواحقه .
12-أن من لا يقدر على إملاء الحق لصغره أو سفهه أو خرسه ، أو نحو ذلك ، فإنه ينوب وليه منابه في الإملاء والإقرار .
13-أنه يلزم الولي من العدل ما يلزم من عليه الحق من العدل ، وعدم البخس لقوله: (بالعدل) .
14-أنه يشترط عدالة الولي ، لأن الإملاء بالعدل المذكور لا يكون من فاسق .
15-ثبوت الولاية في الأموال .
16- أن الحق يكون على الصغير والسفيه والمجنون والضعيف ، لا على وليهم .
17-أن إقرار الصغير والسفيه والمجنون والمعتوه ونحوهم وتصرفهم غير صحيح ، لأن الله جعل الإملاء لوليهم ، ولم يجعل منه شيئاً لطفاً بهم ورحمة ، خوفاً من تلاف أموالهم .
18-أن تعلم الكتابة مشروع ، بل هو فرض كفاية ، لأن الله أمر بكتابة الديون وغيرها، ولا يحصل ذلك إلا بالتعلم .
19- أن نصاب الشهادة في الأموال ونحوها رجلان أو رجل وامرأتان ، ودلت السنة أيضاً أنه يقبل الشاهد مع يمين المدعي ، أن شهادة الصبيان غير مقبولة لمفهوم لفظ الرجل .
20-أن شهادة النساء منفردات في الأموال ونحوها لا تقبل ، لأن الله لم يقبلهن إلا مع الرجل ، وقد يقال إن الله أقام المرأتين مقام رجل للحكمة التي ذكرها وهي موجودة سواء كان مع رجل أو منفردات والله أعلم .