فيا أيتها الأم المسلمة ، إن مسؤوليتك أمام الله عظيمة ، إنها تكمن في ثلاثة أمور :
أولها :أن تملئى قلبك بالإيمان وبطاعة الواحد الديان وبالقرآن 0
وثانيها :أن تتقي الله في رعيتك ، فإنك مسؤولة عن هذه الرعية فاغرسي في قلوبهم الإيمان والحب والطموح0
وثالثها : أن تحذري هذه الفتن التي ماجت وراجت في سوق المسلمين وأن تكفيها عن بيتك المسلم لتكوني حارسة أمنية على الجيل 00 مربية لهم 0
أيتها الأم : إن أطفالك يتأثرون بك فأنت إذا أرضعتهم إنما ترضعينهم مع لبن العقيدة الإسلامية ، فينشأون أئمة وعلماء وقادة للخير 0
أيتها الأم المسلمة :أما لك في الخنساء النخعية قدوة يوم أن قدمت أربعة من أبنائها في سبيل الله فماتوا شهداء ؟ 00 ولما أُخبرت بذلك تبسمت وقالت الحمد لله الذي أقر عيني بقتلهم في سبيل الله 0
أليست هذه الأم المثالية ، أما لك قدوة في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي ربت بيتها على تقوى من الله عز وجل وكانت بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم تردد كتاب الله ، وتبكي آناء وأطراف النهار ؟0
أما لك في أسماء ذات النطاقين التي ربت عبدالله بن الزبير إماماً وزعيماً وقائداً وشجاعاً وخطيباً ومفسراً00 وسائساً عبقرياً ، وشهيداً في سبيل الله ؟ 00 أتاها يقول : أخشى يا أماه أن يمثل بي أعدائي بعد القتل 0 قالت : وما يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ، تقدم إلى الموت شجاعاً00
يا أيتها الأم المسلمة :إن بعض الأمهات أخفقوا في تربية البيوت ، وفشلوا في توجيه هذا البيت المسلم الوجهة الصحيحة 0
خرجت الأم من بيتها وتركت أطفالها وراءها فعاثوا في البيت فساداً لأنهم لم يجدوا في البيت إلا شغالة لا تعرف عن الإسلام شيئاً ، وأما فراغاً قاتلاً ليس فيه ما يغذيه من الفائدة ، وامرأة أخرى عصت الله عز وجل في بيتها فخرجت متكشفة متبرجة فضاع دينها ، وضاع قلبها ، وضاع بيتها .. وامرأة ثالثة أميّة تظن أن الحياة أكل وشرب ونوم ، فغفلت عن رسالتها ومن ثم ضاع أبناؤها 0 هذا الصنف من الأمهات لا نريده ، ونسأل الله أن يصلح منه..
نريد أمّاً :تعلم وتعرف طريقها إلى الله عز وجل ، أمّاً تحفظ أبناءها من الفتن ، أمّاً ترعى بيتها لأن الأم في الإسلام مسئوليتها بيتها ، ووظيفتها بيتها ، ورسالتها في بيتها 00 وهكذا أراد الإسلام للأم أن تكون وإلا فلا 0
أما الذين نادوا بخروج المرأة ، وعمل المرأة وإشتغالها ، فهؤلاء أبلسوا في الحياة الدنيا وضل سعيهم ، لقد زجوا بها في المصانع فما أنتجت وأدخلوها في الجيش فما انتصرت ، وقلدوها الوظائف ففشلت ، لأن ضميمتها وبيئتها من تقدير الله لها إنما هي للبيت ولتربية الأطفال ولتنشئة الجيل وصنع الرجال 00 والله المستعان ،
تــــحياتي